الشارع الرقمي و أثره على المدرسة و المجتمع

تنامى استعمال الوسائط الرقمية في السنين الأخيرة، حتى باتت جزءا لا يتجزأ من حياة الإنسان و واقعه اليومي. فبعدما كان الأطفال يقضون الساعات في شوارع المدن و أزقتها، أصبحوا منعزلين عن الحياة الفعلية و تواروا عن الأنظار و صاروا يبحرون وسط التطبيقات المتاحة مجانا، التي تؤثث جنبات “الشارع الرقمي“.

من المعلوم أن الشارع لا يخضع لأي رقابة و كل شيء متاح و مباح. حتى إن الأطفال يتملصون من مراقبة الآباء و يفعلون ما يحلوا لهم. فالشارع المادي الواقعي كان مسرحا لمختلف الأطفال الذين كانوا يعيشون تجربة الطفولة من خلال الألعاب التي كانت تمكنهم من اكتساب آليات التعامل مع الآخر، و كيفية خلق العلاقات مع الأقران، و البحث عن حلول لمختلف المشاكل التي تعترض نموهم و تطورهم. حتى إن “النظرية الاجتماعية الثقافية تشدد على دور التفاعل الاجتماعي في النمو النفسي. وتشير إلى أن التعلم البشري عملية اجتماعية في جوهرها. وأن وظائفنا المعرفية تتشكل بناء على تفاعلاتنا مع الذين هم حولنا و يتمتعون بمهارات أفضل منا”.

أما الآن، فقد انقلبت الموازين، حيث أصبح الطفل يفتح عينيه على عالم رقمي و يجد نفسه محاطا بهواتف ذكية تغريه بمزاياها. فلا يتردد في الحصول عليها و لا ينطفئ لديه فضول اكتشافها. و يساهم فعل الأم في تغريب الطفل لأنها تعتقد أن أسهل وسيلة للتخلص من صراخ ابنها هي أن تناوله هاتفها الذكي و تتركه في حاله سبيله. فيبحر الطفل في عالم رقمي جديد، ينبهر بما يحتويه و يتعمق ارتباطه بهاتف أمه. و منذ تلك اللحظة، تبدأ فصول مرحلة جديدة من الإدمان.

العالم الرقمي في تجدد دائم

العالم الرقمي لا يتوقف عن التطور. ففي الماضي كان الفيسبوك، ثم جاء بعده أنستغرام، ثم ظهر تيكتوك أخيرا الذي غزا العالم كما تغزو النار الهشيم. ثم ظهرت بعده تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت في متناول الجميع وتزود روادها بمعلومات جاهزة، وتخلصهم من عناء التعب والبحث. و هذا سيجعل الطلاب يعتمدون كليا -أو جزئياـ على هذه التطبيقات مما سيؤدي إلى تدهور معارف الإنسان في المستقبل.

كما أن اهتمام الكثير من الأطفال لم يعد مقتصرا على التطبيقات السالفة الذكر، بل صاروا مدمنين على ألعاب الفيديو: مثل free fire، PUBG ،Call of Duty… حيث تساعدهم على قضاء ساعات طويلة في ساحات المعارك الوهمية التي تورثهم العنف، وتفقدهم معاني الحياة. و تصبح المدرسة سجنا و يصير كل من يحثهم على التحصيل العلمي عدوا لذودا في نظرهم.

لم تعد فقط المدرسة ضحية الشارع الرقمي بفعل تدني مستوى التعلم، بل أصحبت حتى القيم تداس من قبل شريحة كبيرة من الشباب، و الكبار أيضا. فعزة النفس لم تعد ذات قيمة في نظر الشباب المتأثر بما يشاهده في يوميات الشارع الرقمي. حيث أصبحت حياة الكثير من الأسر تعرض على الملأ، و جسد المرأة لم يعد ذا حرمة، و خصوصية المنازل صارت معروفة للجميع، و النساء يعرضن أجسادهن بإذن أزواجهن، و الفتيات يرقصن على المباشر، و كل ذلك مقابل المال. فلا مجال للقيم في عالم المال و لا يمكن للإنسان أن يرتقي في الهاوية مع وجود القيم. فهذا الواقع خلق وعيا مشوها لدى الناشئة و أفقدها معنى الحياة و جعلها بدون بوصلة و بدون أهداف. لا يهمها سوى الاستهلاك و كيفية الحصول على مزيد من المال. و هذا يقودنا إلى الأرباح التي تجنيها الشركات المهيمنة على الشارع الرقمي.

منصات ميتا: Facebook, Instagram, WhatsApp.  حققت إيرادات مذهلة سنة 2024، بلغت 164.5 مليار دولار أمريكي.

منصة تيك توك: حققت إيرادات كبيرة سنة 2024 بلغت 23,6 مليار دولار. و من المتوقع أن ترتفع إلى 54 مليار دولار سنة 2027.

ألعاب الفيديو: حققت إيرادات فاقت 184 مليار دولار سنة 2024، و من المحتمل أن تبلغ 299 مليار دولار هذه السنة(2025). و تعتبر ألعاب الفيديو من “أسرع الصناعات الترفيهية نموا. حيث من المتوقع أن تقترب إيراداتها من نصف تريليون دولار على مستوى العالم بحلول عام 2028 – وهو ما يتجاوز الإيرادات المتوقعة لصناعة الأفلام و الفيديو العالمية”.

الشارع الرقمي يبرمج عقول الأطفال

لقد باتت منصات الشارع الرقمي توفر المعلومة جاهزة، سواء على شكل فقرات مركزة أو مقاطع فيديو قصيرة. وبفعل تكرار هذه الممارسات بشكل يومي أمام الإنسان بشكل عام، و التلاميذ بشكل خاص، تولدت الرغبة في الاعتماد على ما يقدم في تلك المنصات و التخلي عن البحث عن المعلومة. كما أن تقديم تلك المنصات لخدمات الربح السريع أفشل التلاميذ و عطل رغبة العديد منهم في التحصيل الدراسي. و بذلك ساهم الشارع الرقمي في قتل الرغبة في المعرفة والبحث عن كل ما يمنح الفرد الوعي و الرقي. لأن الإنسان يخضع لسلطة دماغه الذي يريد الحصول على المتعة بأقل جهد ممكن و يتفادى أيضا استهلاك الطاقة. لذلك بات إنسان القرن الحادي و العشرين يعشق الجاهزية في كل شيء و يكره أن يتعب من أجل مبتغاه. و هذا ساهم في إبعاده عن عالم الكتاب و المعرفة على حد سواء.

لقد تناول ألدوس هكسلي في روايته “عالم جديد شجاع” تجربة تتجلى في برمجة عقول الأطفال على كره الكتب، من خلال صعق الأطفال صعقات كهربائية بمجرد لمسهم الكتاب. يقول هكسلي في هذا الصدد: ” لقد أصبحت الكتب و الضوضاء العالية، و الورود و الصدمات الكهربية ثنائيات مرافقة في عقل الطفل، و بعد إعادة الدرس لمائتي مرة أو دروس أخرى متشابهة تصبح تلك الثنائيات متشابكة تشابكا لا فكاك منه في عقول أولائك الصغار، و ما جمعه الإنسان لا تفرقه الطبيعة”.

و استند هكسلي في تجربته هذه على النظرية  السلوكية القائمة على المثير و الاستجابة. فتلك المثيرات الشرطية ستجعل الأطفال” يكبرون بما اصطلح علماء النفس على تسميته: كره غريزي للكتب والورود، في انعكاسات شرطية لا يمكن تغييرها، ولسوف يكونون آمنين بمعزل عن الكتب… طيلة عمرهم” (ألدوس هكسلي، عالم جديد شجاع، ص 33).

آثار الشارع الرقمي على الأطفال

فالشارع الرقمي يستحوذ على زمن الطفل و عقله، حيث يمتد استعمال الهاتف لساعات طوال دون توقف. خاصة الذكور الذين يدمنون ألعاب الفيديو يقضون الساعات في ساحات القتال الوهمية إما بشكل فردي أو جماعي. “يعرف المراهقون المعرضون للغضب والعدوان المتكررين زيادة في هذا السلوك، مما يجعلهم أكثر عدوانية. أجرت سارة م. كوين، مع فريق من 385 مراهقًا، دراسة استمرت ست سنوات. أفادت الدراسة أن حوالي 10% من اللاعبين أظهروا إدمانا مرضيا لألعاب الفيديو، والذي ازداد سوءا مع مرور الوقت. كما لوحظت زيادة في مستويات القلق والعدوان والاكتئاب مع تقدمهم في السن. تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الدراسة شملت عددا أكبر نسبيا من الذكور. كما أن لديهم مستويات أقل من السلوكيات التي يمارسونها لإفادة الآخرين (السلوك الاجتماعي الإيجابي).

كما يخلف الشارع الرقمي بكل مكوناته عدة آثار على الأطفال، و تشمل تلك الآثار ما يلي:

+ صعوبة في التحكم بالانفعالات.

+ صعوبة في التركيز.

+ سوء إدارة المشاعر.

+ خطر الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

+ انخفاض مستويات الإبداع والدافعية والاهتمام.

+ زيادة حدة الانفعال والاكتئاب والتوتر والقلق.

+ انخفاض مستويات المناعة.

+ سلوكيات غير صحية تسبب مشاكل مثل السمنة.

+ الأرق واضطرابات النوم.

+ التطبيع مع العنف والوحشية كل هذا يقلل من قدرة التركيز و الفهم و الحفظ، وينعكس سلبا على التحصيل الدراسي.

خاصة و أن الذكور أكثر إدمانا لألعاب الفيديو بفعل رغبتهم في الحرب و حبهم القتال. لأنها تحقق لهم متعة لحظية وتساعد دماغهم على إفراز هرمون السعادة؛ الدوبامين. فكلما تعمق الطفل في عالم الألعاب ازدادت حاجة الدماغ لقدر أكبر من الدوبامين، وهكذا يصبح الطفل مدمنا ويتشرد في الشارع الرقمي. ” نتيجةً لهذا التعديل السلوكي، تدمّر قدرة الفرد على قراءة وفهم النصوص الطويلة والمعقدة. وفهم المشكلات متعددة الأبعاد في الاقتصاد والمجتمع، والانخراط في حوار هادف مع الآخرين. فبضع سنوات من الانغماس في ثقافة الاستهلاك النرجسية المفروضة على الشباب، تنتج أشخاصا عاجزين عن أي شيء. سوى العمل من أجل إطعام أنفسهم والتخلص من التوتر المتراكم من خلال الغوص في ألعاب الفيديو الأنانية، واستهلاك الطعام، وأفلام الحركة”.

الأولوية الكبرى للإنسان

يعتبر إنجاب الأطفال من أصعب القرارات التي يمكن أن يتخذها الإنسان. لأن التربية أصعب وظيفة يمكن أن يقوم بها شخصين قررا أن يصبحا أبوين. و أول خطوة في التربية هي تدريب الطفل على تحمل مسؤوليته في حياته، و تعزيز ثقته بنفسه، و تشجيعه على اعتماد التفكير النقدي و مراقبة سلوكه، و تتبع أنشطته و تقنين استعماله للعالم الرقمي، لكي يكتسب مناعة ضد عدوى الشارع الرقمي. و هذا يؤهله لكي يكون طفلا يقظا يفهم الحياة و تقلبات الواقع، ثم تلميذا مجتهدا في المدرسة.

كما يعتبر بناء الإنسان أعظم استثمار تقوم به الدول التي تدرك القيمة الحقيقية للمستقبل. و التي تؤمن أن القوة البشرية أساس الدولة القوية. لذلك تعمل على تسخير التعليم من أجل تكوين الأجيال التي ستحمل على عاتقها عبئ تطوير الدولة، و الارتقاء بالموارد البشرية.

حيث توصي أغلب المناهج التعليمية في كل دول العالم بتربية الأطفال على تحمل المسؤولية منذ سن مبكرة، من خلال تركيز المدارس في الدول المتقدمة على تعليم التلاميذ مختلف المهارات الحياتية بغية تهييئهم للاندماج في المجتمع و اكتساب المعرفة الكافية التي تؤهلهم نفع أنفسهم و أسرهم أولا، ثم بلدانهم ثانيا. و تعمل تلك الدول على تنزيل مرتكزات النظرية الاجتماعية الثقافية التي وضعها عالم النفس السوفياتي ليف فيجوتسكي التي تعنى “بالتأثيرات المجتمعية والثقافية التي تؤثر على كيفية نمونا وتفكيرنا ومشاعرنا وسلوكنا. [وتسعى تلك النظرية] إلى فهم كيفية تفاعل هذه العوامل المجتمعية مع العوامل الفردية للتأثير على كيفية تعلم الناس وتطورهم ونموهم”.

الأسرة نواة المجتمع

لذلك، فتربية الطفل تبدأ من المنزل من خلال  الدور المحوري الذي تلعبه الأسرة في إعداد شخص قادر على التعامل مع الآخر، مستعد للاندماج مع أقرانه، و له قابلية التعلم و مواجهة المشاكل التي تعترضه. حيث يتفق أغلب علماء النفس على أن شخصية الطفل تتشكل في الخمس سنوات الأولى من عمره. و هكذا حين يأتي إلى المدرسة يكون و قد اتضحت معالم شخصيته، و لا يبقى للمدرسة إلا تعزيز القيم التي تربى عليها، و تمكينه من معرفة جيدة تساهم في تطوره المعرفي و النفسي. لكن الطفل في ظل تأثير الشارع الرقمي يكبر وسط الأحياء الرقمية حيث لا رقيب و لا حسيب و في معزل عن أمه التي تعتبر المساهم الأول في صناعة شخصيته، و تزويده بأساسيات التعامل مع الواقع.

لكن في غياب تلك الأساسيات يكبر الطفل دون صلابة نفسية و غير مزود بأدوات المقاومة التي تمكنه من اتخاذ قرارات صحيحة و التصدي لإغراءات الشارع الرقمي. مما يفسح المجال أمام الرأسماليين الذين يسعون إلى سلخ الإنسان من كل القيم ودفعه لاتباع مذهب المتعة الذي يرتكز على الاستهلاك فقط. لقد تمت الإشارة سابقا إلى رواية “عالم جديد شجاع” التي طرح فيها هكسلي فكرة “سوما”، « وهو عقار يستخدم لتهدئة المجتمع عبر تخدير الحواس… في عالمنا اليوم، تؤدي أجهزتنا الرقمية دورا مشابها. فالتدفق المستمر للإشعارات والصور المختارة بعناية والمكافآت الفورية يخلق دوامة قد تجعلنا أكثر تشتتا بدلا من أن نكون أكثر وعيا. كل تمريرة ونقرة تطلق موجة صغيرة من الرضا الناتج عن الدوبامين، مما يبقينا حبيسي دوامة من الإشباع الفوري الذي يحاكي تأثير “سوما “المخدر”».

الشارع الرقمي يسهل التلاعب بالإنسان

إن الارتماء في أحضان الشارع الرقمي يضع الطفل في عالم ضيق  و يحاصره من جميع الجهات حتى يصبح أكثر عزلة و انصهارا في عالم يغيب فيه الاختلاف، حيث «صممت منصات التواصل الاجتماعي لجذب انتباهنا من خلال إعطاء الأولوية للمحتوى الذي يثير المشاعر الجياشة. وبذلك، غالبا ما تدفعنا هذه المنصات إلى غرف صدى تُعكس فيها معتقداتنا، مما يعزلنا عن وجهات نظر مختلفة. عندما يواجه الناس فقط أفكارا يتفقون معها بالفعل، يصبحون أكثر انغلاقا و يسهل التلاعب بهم. هذه البيئة لا تضعف الفهم الجماعي فحسب، بل تضعف أيضا إمكانية المشاركة المجتمعية الشاملة والواسعة، تاركةً لنا رؤى مجزأة للعالم».

لقد اتضح من خلال ما سبق أن العالم الرقمي في تطور مستمر و في تجدد دائم، و هذا يتماشى مع العقيدة الاستهلاكية، لذلك فإن “الهدف من ربط الأطفال [بالعالم الرقمي] منذ الصغر، هو إدمانهم على اقتصاد الاستهلاك، وتقليل قدرتهم على التفكير بأنفسهم، وتشجيع التفكير السطحي الذي تهيمن عليه الإثارة والتحرك السريع الذي يدمر قدرتهم على فهم القضايا المعقدة، وقدرتهم على التركيز”.

كما أن منصات الشارع الرقمي بكل أطيافها، بما في ذلك ألعاب الفيديو، قد تم تصميمها لتطويع الإنسان و إفراغه من بعده الإنساني و الاجتماعي و الروحي أيضا، تمهيدا لجعله يقبل قواعد النظام العالمي الجديد، نظرا لأن «الجمع بين التشتيت المستمر والمراقبة الشاملة يخلق ما يمكن أن نطلق عليه آلية مزدوجة للسيطرة. فمن ناحية تعمل وسائل التشتيت الرقمية على إبقائنا مستمتعين بشكل سلبي؛ ومن ناحية أخرى، تعمل على جمع بياناتنا وتحليلها من أجل توجيه عملية اتخاذنا القرار بشكل خفي. إن فكرة اختيارنا الحر لتجاربنا الرقمية تتقوض بشكل متزايد بفعل الخوارزميات المصممة بعناية لتتبع سلوكنا وتشكيله. وسيزيد الذكاء الاصطناعي من دقة الخوارزميات وفعاليتها».

الأم مدرسة

في الأخير، لا يسعني إلا التأكيد على الدور المحوري للأسرة، خصوصا الأم التي تعتبر مدرسة بمفردها، و ذلك ما عبر عنه حافظ إبراهيم في بعض أشعاره:

الأم مدرسة إذا أعددتها… أعددت شعبا طيب الأعراق.

لهذا يجب أن تقوم الأم بدور التربية على الوجه الصحيح، و تعمل على تمكين الطفل من عيش طفولة طبيعية من خلال الارتماء في أحضان الطبيعة بهدف اكتساب مناعة جيدة، ثم من أجل صقل الشخصية عن طريق التعلم من الأقران و التدرب على مواجهة صعوبات الحياة. فالطفولة الأولى تترسخ في لاوعي الطفل و تبقى معه طيلة حياته. فالأم التي لا تدرك عواقب خطورة الهاتف على ابنها، تكون قد رمت بفلذة كبدها في جحيم الشارع الرقمي، الذي يشوه ليس فقط نمو الأطفال المعرفي و النفسي، بل و الاجتماعي أيضا. فالطفل الذي يستعمل الوسائط الرقمية بشكل مفرط يتأخر نموه العقلي، فيصير بطيئ الفهم وضعيف الإدراك، و لا يتمكن من الحصول على درجات جيدة في التحصيل المعرفي و الدراسي. كما تقل حيويته الاجتماعية و يميل إلى العزلة و الانطواء، و يجد صعوبة كبيرة في الاندماج وسط المجتمع، سواء في المدرسة أو في خلق صداقات مع أقرانه.

كما يجب أن يحرص الأب على تزويد الطفل بمختلف القيم التي تجعل منه رجلا يواجه الحياة و يجتهد من أجل نصيبه.  فالسنين الأخيرة باتت تظهر لنا تحولا كبيرا في القيم و غيابا شبه تام لمعالم الإنسان القوي الذكي الواعي بدوره في الحياة غير الخاضع لمغريات الرأسماليين الذين لا يروا “أطفالنا كمواطنين في المستقبل، أو كعناصر بناء للديمقراطية الدستورية، بل كمستهلكين يتم استغلالهم والتلاعب بهم من أجل زيادة الأرباح“.

Loading

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • Rating